الأحد، 19 يناير 2014

| طوارئ | على متن الطائرة ~


في انتظار اكتمال عدد الركاب في الطائرة احتضن روايتي وقلمي و يسرقني التأمل
 أسئلة تموج في مخيلتي بغته :
من أنا تحديدا ؟ من سأكون ؟ مالذي ينتظره ٧ مليار نسمه في العالم مني ؟

شريط الأشهر الماضية بتفاصيلها سنين الطب امممم هل قلت سنين الطب ؟ 
علت ابتسامة على ثغري وأنا أتذكر خطوات معالجة 
المصابين بالـ "pnemothorax"
 على متن الطائرات والتي أخبرنا أستاذنا عن قصصها مرارًا ، مالذي سأفعله إن صادفتني إحداها ؟

هه ! انفض الفكرة عن رأسي "ماهذا الهوس أيسكنني الطب لهذا الحد ؟!"

تقطع حبل تأملاتي هتافات الأطفال ليعدوني لروايتي التي أحمل  ..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••
مضى ثلث الرحلة تقريبا ..
ثم كان النداء
"يوجد مريض في الطائرة على أي طبيب أو ممرض التوجه و التعريف بنفسه لملاحيّ المقصورة"

أنصت مجددا !!

" أكرر مريض في الطائرة على أي طبيب التوجه لملاحيّ المقصورة "
ترجّلت من مقعدي معرفة عن نفسي

ـ مريم العمر طالبة طب كيف يمكنني المساعدة ؟

استطعت جيدا أن أميز نظرات النجاة في عينيها 
هتفت بإنجليزية مضطربة
 " Oh God , someone can't breath "
اووه وأخيرا أحدهم هناك غير قادر على التنفس

-لامشكلة قوديني إلى هناك 

أدلف إلى هناك محاولة استذكار قواعد الإسعافات الأولية في حالة كهذه ..

تشير للمضيف طالبة طب على الطائرة ستخبرك باللازم فعله !!!! 

أصل لأجد امرأة في منتصف العمر تتصارع مع وعيها و أنفاسها 
- خالة تسمعيني ياخالة ؟ خالة خالة 
النبض سليم 
أهتف مجددا :
- خالة سامعتني ؟ تومئ لي بهدوء 
تنفستُ الصعداء الحمدلله أنها واعية

عمي عندها سكر ، ضغط ، حامل ؟
يجيبني الزوج المفجوع لا أبدا

يقاطعني المضيف نركب لكِ الأوكسجين يادكتورة ؟!

في هذه اللحظة تحديدا بدت النظرات مرتكزة عليّ الملاحين الزوج و الركاب الهلعين المجاورين* للمريضة شعور غريب لوهلة تبدو أنت أهم أسباب النجاة بعد الله أي مسؤولية تلك *

استعدت رباطة جأشي وواصلت : المكان هنا مرة ضيق ومكتوم ننقلها لمكان أوسع أفضل 
- أكيد أكيد زي ماتشوفين يادكتورة

استقرت المريضة في موقعها الجديد
 مزيدٌ من الأسئلة اكتشفُ فيها أنها للمرة الأولى تستقل طائرة ربما الهلع إذا !

- الأوكسجين يادكتورة ؟

*كم لترا احتاج يارب ألهمني

ثم فجأه يتقدم أحدهم من مؤخرة الطائرة مشهرًا هويته لي :
- " فلان الفلاني " ممرض ، الأخت دكتورة ؟
- طالبة طب

شرح سريع للحالة ثم اتمام الخطوات اللازمة و قرار بأن نبقيها تحت الملاحظة والأوكسجين طوال الفترة المتبقية من الرحلة ..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••

"على جميع الركاب العودة إلى مقاعدهم وربط أحزمة المقاعد استعدادا للهبوط "

تشير لي المضيفة عودي لمقعدك سأتكفل بأسطوانة الأوكسجين 

- قدامج العافية ياخالة ، ماتشوفين شر يارب

تحط الطائرة على استقبال سيارة الإسعاف ودعوات لطيفة غمرتني بها وشكرٌ وفير من الطاقم 

أنزل من السلالم وفي ذهني تموج أسئلة الصباح  هل وجدت الإجابة ؟ ربما !


" رب كما قدتني لهذا الطريق أعنّي وسددني واجعلني لهذه الأمانة أهل "

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

بتعاوننا سنصل ❤

تخطيطٌ دؤوب واجتماعاتٌ منمقة تلتها عقباتٌ و مفاجآتٌ لم تكن بالحسبان تمتمت في نفسي "هل سننجح هذا العام ؟ أم نفشل ويلغى الحفل ؟ .. يسر الأمر يارب وارزقنا من حيث لا نحتسب "

أسابيع من العمل الجاد دقةٌ هنا ، إبداعٌ هناك وأفكارُ متألقة في مكان آخر هكذا بدأت اللجان عملها بهمةٍ رائعة وعزمٍ ملهم .. 

أُبلغت من لجنة البرنامج بأني سألقي كلمة افتتاح الحفل

- خلو أحد غيري يفتتح هالمرة 
- يابنتي قررنا والكلمة عليج .. مريم انتهينا !

الخميس ١٣\١١\١٤٣٤ :
صباحٌ حافل جدًا واستعداداتٌ أخيرة لحفل  المساء .. بدا المكان كخلية نحل منظمة كلٌ يسعى لإتمام مهمته بالشكل المطلوب حتى جاءت اللحظة المنتظرة ..

أمسكت بالمايكرفون لأبدأ لكن خواطري خذلتني !

ما إن أبصرت الجمهور حتى أخذ الشريط يعود للوراء هناك ..

عندما كان الحفل فكرة ! 
تفاصيل البداية  تقبل الفكرة ثم محاولة تنفيذها العقبات ، المعارضات ثم التقبل والتنفيذ 

الحفل الأول ، الثاني وهاأنذا سأبدأ الثالث !! يالله أي حمد يفي نعمك التي لاتحصى :" ؟
بدأت الحديث مذهولة من سلاسة الكلمات التي لم أخطط لها مطلقا يبدو أن المشاعر هي من كانت تتحدث !

توالت فقرات الحفل تباعًا ليظهر التفاعل الرائع مستجدات السنة الثانية وطبيبات الامتياز ،المتميزات من السنة الثالثة ،المذهلات من الرابعة ، عظيمات الخامسة و ملهماتنا من السادسة .. 
أجواء تشي بالسعادة ، وروحٌ لأسرة واحدة اجتمعت لتتميز وتنهض وتبهر ..

مع منتصف الحفل وصلت ضيفة الشرف د.أحلام الغامدي الطبيبة الاستشارية في قسم النساء والولادة في مستشفانا الجامعي ..
أستطيع القول بأن لحضورها طابع خاص ، فاجأتني بسلام حار وشكر شديد على الدعوة والفكرة والتألق ثم أسرت لي بلطف بأنها أدارت عيادتها المسائية بما يتناسب مع وقت الحفل لتتمكن من المشاركة ، لحظة تشعرك بالامتنان و صدق العطاء وجدت نفسي لا أكف عن شكرها لوقتها وكلمتها الملهمة ..

مستجداتنا : حماسكم رائع وانطلاقتكم مذهلة أهلا بكن في أسرتنا والطب ينتظر منكن الكثير ..
الزميلات في 212 , 211 و 209 : تفاعلكن يثير البهجة وإقبالكم على العطاء يثير الحماسة لنستمر سويا لننهض بالعلم الذي من أجله نكافح ..
208 : قد تكون هذه مشاركتكن الأخيرة معنا كنتن لنا خير الأخوات، عونكن ، نصائحكن و توجيهاتكن التي منها استقينا غدًا ستغدون كلٌ في تخصصه لخدمة هذا الصرح بتميزٍ و إخلاص ..
210 : دفعتي العظيمة تتيه عندكن الكلمات :" 
الأخوة ، العطاء ، الهمة ، العزيمة ، المساندة والتشجيع  لاعدمت هذا كله بل وأكثر ()
الصديقات في لجنة التنظيم : جهدكم وعملكم انعكس ألقه ليلة الأمس بوضوح أشرف بكن جميعًا وأفخر :")

جميعا نتفق على سمو الهدف وطول الطريق لكننا كما نتعاهد في كل سنةٍ أننا "بِتعاوننا  ـ بإذن الله ـ سنصل " :)


* ومضة :


بوسعنا أن نغير في مجتمعاتنا وننهض بها بمبادراتٍ صغيرة للغاية لكننا نتجاهل حجم تأثيرنا وأثرنا  *

الأربعاء، 12 يونيو 2013

يوميات صيفية (١)

أُوقظ من قيلولتي عنوة 
- مريم قومي بنودي بنات جدة سايتك * !
- ساااايتك !!!
- ايه بنشوف الفلم اللي عندهم على مايجي وقت العشا ..
- * تنهيدة * بنشوف النهاية مع أفلامهم اللي أزعجتونا فيها -.- 

بعد نصف ساعة ..
أقف منتظرة عند القبة العلمية ..
- بنات ايش اسم الفلم ؟
- الجزيرة العربية 
- امممم اوكي

* لم يدر ببالي شيء سوا أنني في مهمة يجب تأديتها وسينتهي الأمر .. حاملةً معي كتابًا أقرؤه إن استبدّ بي الملل ..! *

اتخذت مقعدي في نهاية القبة مسليةً نفسي بـ " إذا أجبرت فاستمتع " وبدأ الفلم ..
استعرض تاريخ الجزيرة العربية منذ الصفر إلى عصورها الذهبية ..
مملكة الأنباط
العهد النبويُّ الكريم 
الاستعمار
وأخيرًا العهد السعودي 
استعرض المخرج الشاب تلك العصور بتفاصيلها بدءًا بالإنطلاقة مرورًا بالنهضة ثم السقوط ..!

أبهرتني جودة التصويرِ أولًا ثم بعض تفاصيل الجزيرة التي لم أكن أعرفها أو أقرأ عنها من قبل ..
شعرت بالخجل من نفسي إذ كيف أسكن أرضًا أجهل حضاراتها وتاريخها العريق !!
استوقفتني جملة المخرج الأخيرة :
قمت بتلك الرحلةِ مستكشفًا تراث الجزيرة و سأشكل وجيليَ الشاب العصر الذهبي لهذه البلاد بإذن الله "

انتهى الفيلم ..  ألهمني بثراءه وأدخلني في دوامةٍ من الأفكار ..

كيف للجزيرة التي أعيش كل هذه الحضارات العريقة والتراث الغني الذي لم نكتشفه كاملاً حتي اللحظة بل وكيف لم نوظفه لخدمة البلاد ..!

ثم بدأت أتأمل في الحضارات ذاتها .. أن تقوم مملكة كالأنباط في وسط صحراءٍ قاحلة ذات ظروفٍ يصعب فيها العيش لا بل وتصل بتجارتها إلى الروم شمالا وإلى اليمن جنوبًا!
 ثم رسولنا الملهم الأول وحضارة الإسلام الخالدة () 
ثم دولتنا السعودية ومدننا التي بنيت في قلب الصحراء ..!

هل كان كل ذلك سهلاً ؟ ثم كيف بدأت تلك الحضارات ؟!
ثلة من الأنباط 
رسولنا ﷺ و عددٌ من صحابتنا الكرام
الملك عبدالعزيز و٢٥ رجلًا !

نعم ..
 بدأت بقلة .. قلةٌ حملوا على عاتقهم الهم كافحوا وبذلوا لنهضة بنوها و رأوها فمالي أرى الجيل يتأفف ؟!
 غالبيةٌ مستاءةٌ بسلبية .. عدد لايستهان به يتمنى الهجرة !!
 ثم ماذا ؟!
أليست بلادنا ؟
أليست بنا نحن تقوم ؟

فساد ؟ نعم صنعناه بأيدينا المفسدون منا وفينا !!
الفساد كلمة فضفاضة تشمل الأعمال صغيرها وكبيرها !

أن تخالف الأنظمة المرورية فساد !
أن ترمي القمائم على الأرض فساد !
أن تستهيني في تربية أولادكِ فساد !

والقائمة تطول وتطول ..
خلاصة الحديث .. يبدأ التغيير منا نحن .. أصلح نفسك قبل أن تبربر بالفساد المستشري بسبب الآخرين ..

كن أملًا .. كن عزمًا .. اعتز بدينك وتراثك ثم اصنع لمستقبلك وأحفادك تراثًا يعتزون به .. حقق بذاتك وعلمك حضارة ونهضة .. 

وتذكر إن ادْلهمَّ بك الطريق :
" كلُ نهضةٍ شهدها العالم بدأت بقلة حملوا همّ أمتهم * "

مخرج :
شكرًا للمخرج الرائع آمن بنفسه ثم ببلاده وأراد أن ينجز ولو باليسر فكان فلمًا تاريخيًا وثائقيًا رائعًا ..

شكرًا لأنك ألهمتني بل وساهمت في تعديل خطتي الصيفية :) !


*سايتك : مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية - الخبر

الاثنين، 22 أبريل 2013

في ثلاجة الموتى ..!



"دكتورات ، راح نطلعكم عالمشرحة بعد أسبوع إن شاءالله حتى تشوفون بعض الأشياء اللي انشرحت لكم وتشوفون الشغل عالطبيعة "

 كان هذا حديث الطبيب الشرعي قبل أسبوع من اليوم ..

وسط خوف أمي وابتسامة أبي الصفراء ..استيقظ صباحًا بحماسٍ لخوض تجربة جديدة وعلامات استفهام حول ردة الفعل التي سأظهرها والتي تنبأ والديّ بأنها لن تهز شخصية مثلي كثيرًا ..!

أصلُ لأجد عددًا من الإنسحابات والاعتذارات عن الحضور ..
مالذي يخيفهم هكذا ياترى ؟
أولم نختر الطبَ تخصصًا بمافيه من حياة وموت ؟
 لايهم .. اتخذت القرار بالمشاركة لأستطلع بنفسي ..

~

بعد طريقٍ طويل .. هنا المشرحة ..
تستقبلنا حروفٌ مخطوطة ..


( ثلاجة الموتى )

من الحروف هذه بدأت مشاعري تضطرب تحدثني زميلتي :
- ثلاجة الموتى ..! مريم انت متخيلة احنا وين ؟
اومِؤ لها بصمت .. لاتخافين روقي إن شالله الأمور بتكون تمام ..

 رائحة الموت تنبعث من المكان بينما تكسوه هيبه رهيبة ..

بدأ الطبيب بالتهيئه
زي ماتشوفون هذي المشرحه شوفوا تفاصيل المكان على مايوصل الجثمان اللي بنشرح لكم عليه ..
علتِ الهمهمات ..

جثمان
من جدهم بيجيبون لنا ميت حقيقي ؟
ماأمزح ماأبي !

ينما وقفت في الزاوية أنصت بصمت لما يقال و تجول عيناي في المكان ..
طاولة التشريح الحديدية ،  السكاكين والمشارط والمناشير ، اممم وكأني أجد إضاءه هناك
يقطع حبل تركيزي عاملٌ يدفع عربةً مغطاة بقماش أبيض نلتف جميعًا حول طاولة التشريح رأيت التوتر في عين الطبيب بعد أن بدأ البعض بالتراجع للخلف .. 
ثم بسم الله نبدأ 

كُشِفَ الجثمان

 لوهلة سرت قشعريرة في جسدي .. مشهد مهيب حقًا
أكاد أسمع نحيب زميلتي التي تقف خلفي بوضوح بينما أرى الوجوه الممتقعه أمامي وهناك في الزاوية زميلتين يغادران المكان وسط صمت رهيب ..!

بدأ الطبيب في شرحه وأسهب بينما كنت هناك مع تأملاتي في عالمٍ آخر ..!

لوعادت له الحياه مالذي كان يود فعله ياترى ؟

يمر شريط حياتي سريعًا ..

مالذي قدمته لديني ونفسي وأمتي ؟
هل أعرف الطريق إلى الله حقًا ؟
هل دللت الطريق الصحيح أم أني في غفلة أتخبط ؟

أسئلة تموج في عقلي بحاجة إلى إجابات واضحة ..
يارب واغفر إسرافي وتقصيري يارب وارحمني برحمتك مع عبادك الصالحين..

تقطع تأملاتي ضحكة علت فجأه زاد معها الحزن في داخلي أكثر مهما اعتدنا على منظر كهذا تبقى للموت هيبته وللميت حرمته ..!

تربت زميلتي على كتفي :
-"مريم الصمت اللي عايشته مايبشر بالخير شعندج ؟

* ابتسامة باهته وتنهيده وصمت مطبق هكذا جاءها الرد ..! * 

ـ اووه افهم من كذا ان عندك كلام كثيير مو قادرة تقولينه ؟ 

جاء ردي بهدوء شديد :
-"أبي أرجع المستشفى"
أريد أن أشتمّ رائحة الحياة ياصديقتي ..!
نعم .. تضج بالآلام لكن الحياة فيها تتنفس..!

-اوه نسيتي الصباح لما قلتي احنا اخترنا الطب ولازم نشوف ؟!

- الطب اختيارٌ يشمل مواجهة الحياة والموت لكني لم اختره لأشتمّ رائحة الموت كل يوم ياصديقتي ..!
وسأغادر المكان بهدوء كما دخلته وأحمل في ذاكرتي يوم يستحق التجربة وتأملاتٍ عميقة وأسألةٌ لازالت تموج وتموج ..!

خاتمة :
يارب أغفر لموتانا وموتى المسلمين وارحمنا برحمتك إذا صرنا إلى ماصاروا إليه ...



السبت، 20 أبريل 2013

لماذا الطب ؟ #فضفضة




الرابعة فجرًا :

ليلةٌ طويلة يصحب فيها التوتر قلة النوم والأكل أتساءل مليًا لماذا اخترت لنفسي هذه الدوامة ؟
لماذا اخترت أن أكون طبيبة ؟ 
مالذي يدفعني للإستمرار في ضغط كهذا :" ؟ 
> هي أسئلة تبدو طبيعية لطلبة الطب وسط كومة الضغوطات تلك 

زفرة طويلة .. يارب اعني يارب

الثانيةَ عشرَ ظهرًا : 

أرتمي بجسدي المنهك على أقرب كرسيٍ في جناح المرضى ..
أكاد أبكي من شدة الإرهاق والتعب صدقًا مالذي دفعني لأكمل إلى هذه الساعة ؟ 
مالذي يدفعني إلى عدم التوقف أو السقوط من شدة التعب ؟
 في خضم  تلك الأسئلة  تذكرت  بأنني لم أزر طفلتي الصغيرة في وحدة الحروق اليوم ..!

عند باب الحروق الزجاجي
أجهز نفسي للدخول .. أتوشح معطفًا أصفرًا واقيا وغطاءًا للأحذية .. 
اسمع جلبة من الداخل ثم كائنٌ صغير يركض نحو الباب الزجاجي 
ويهتف بانفعال : ميمي ميمي *.*
- غرامي  حبيبتي انتِ شلونج ؟
تحتضنني بلطف وبراءةٍ شديدة ثم تصرخ بي:
ـ شوفي عندي دبدوووب جديد و حلاو وعلكة
اتجه معها الى غرفتها التي تغص بالهدايا والالعاب .. لحظات نسيت معها كل ذلك الإرهاق الذي  كاد يرديني ..
وكأن الزمن توقف في هذه اللحظة جرعات من السعادة لا استطيع وصفها !!

أتأمل في صغيرتي " مالذي فعلته ياغرام " ؟ 
مالذي فعلته بي طفلة الخمسة سنوات ؟
تبادرت في ذهني هذه التغريدة :

"@DrAlyaaAhmad: هذا الطب إدمان عجيب يعذب فيك الاحتمال حتى تقرر الرحيل ،، ثم فجأة يغريك في لحظة فتتابع الطريق .. #عليائيات "

عند هذه النقطة بدأت أتأمل ..!

فعلا عجيب مالذي يدفعني ومن حولي هنا للمضي قدمًا ؟ 
مالذي يدفعني أن أرفض توسلات جسدي الذي لم ينم إلا ساعتين ولم يدخل في جوفه إلا وجبه واحده خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية ؟
يمر بي شريط اليوم سريعًا ..
كيف لي أن أنسى ابتسامات الامتنان من المرضى في " الراوند" الصباحي :) .. بل وكيف أنسى فتاةً احتضنت يدي بقوة شديدة بعد أن حاولت التخفيف عنها خلال العمليات الجراحية لليوم الواحد بل وأتبعتها بلطفٍ شديد :
 شكرا دكتورة شكرا لأنك طمنتيني كنت مرة خااايفة ..!
أوه والعجوز التي سألتني في طريقي :
ـ دكتورة وين الطوارئ ؟ 
ثم امطرتني بوابل دعواتها بمجرد أن دللتها الطريق 
ـ الله يوفقك الله يوفقك الله يسهل عليكي يابنتي الله يسهل عليكي ..! 
ثم السعادة في عين" غرام " الصغيرة ..
كل تفاصيل السعادة تلك في يوم واحد ..!
 بالله عليكم ألا يستحق الأمر كل تلك المقاومة ؟ 
ألا يستحق العناء ؟ 
ترفق أيها الطب ترفق بنا .. كيف لك أن تسرقنا من أنفسنا هكذا دون أن نشعر ..! 

هنا أجد إجابة لأسئلتي الليلة الماضي .. 
نعم أنا هنا في هذه الدوامة لأجل ابتسامة طفل وسعادة مريض ودعوات عجوزٍ كهلة ..أانا هنا لأن كل هذا التعب سيبدو لذيذًا جدًا بعد أن تحاول أن تعطي وتعطي وتعطي ولو باليسير  ..

يارب أصلح نوايانا ويسر أمرنا وارزقنا البركة والمثوبة والتوفيق ()~

*مخرج : 
"@mohdiriye: الطب يذهب ماء العين 
ويعلمك أن العطاء بلا حدود
مرهق .. لكن لذيذ .. ساعة نوم 
بعد يوم طويل .. لاتساوي 
لذة مريض قديم ! "

صدقَ وصدقَ وصدقْ :")

الخميس، 18 أكتوبر 2012

رسول الرحمة ~




على مجموعة ( واتس ابيه ) كان الحوار :

بنات مع هالموجه المسيئة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرايكم نوزع كتب عالعاملات ؟
- ايييه 
- معاااااكم 
- ليش لا 
-قووو 
- اممم معاكم بس شرايكم نوسعها اكثر عشان تشمل عضوات هيئة التدريس ؟
- برضو جميل 
 

من هذا الاقتراح تماما اندلع الحماس .. !
أيام من التخطيط والعزيمة والجهد أنتجت خطة منظمة توجناها بـ
( رسول الرحمة .. Messenger of mercy

جاء يوم العرض بعد أن توجهت مجموعة للاجتماع مع قسم الثقافة الإسلامية في الجامعة لدراسة الفكرة وإمكانية تطبيقها ..
لن أكذب أن قلت بأن الـ ٢٨ فتاه حبسن أنفاسهن في انتظار نتيجة الإجتماع .. 

- نبشركم بنات القسم متحممممس وتقبلوا الفكرة ورحبوا بعد D:
وأخيرا بنبدأ .. 

مزيدا من الجهد والمتابعة والأفكار ..

الى أن حان وقت الانطلاقة !
انقسمنا الى ثلاثة أقسام 
• فريق عضوات هيئة التدريس من غير المسلمات
• فريق ركن الحملة ودعوة العاملات غير المسلمات
• فريق العربة الجوالة ومسابقة الطالبات ..
بينما كان للمسلمات نصيبهن ..

- جددوا النوايا بنات .. بسم الله نبدأ الحملة :)

بدأت أراقب عن بعد .. 
الوضع مؤثر من دقائقه الأولى ..
هناك في الركن .. انهمرت العاملات في الاستطلاع عن مايجري وأسئلة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وتطلع لما سيقال ..
كان للعربة نصيبها من حماسة الطالبات أيضا 
بينما فاقت جولات مكاتب عضوات هيئة التدريس التوقعات ..
كنا نبدأ بسؤال : مالذي تعرفينه عن الرسول الكريم ؟ 
بينما تتراوح الاجابات بين : 
لاأعرف شيئا !
رسولكم عظيييم :)
هو طيب القلب وكريم !

مع سرد لمقتطفات في السيرة رأيت بنفسي الاعجاب في عيونهم .. 
وسمعنا هتفات
 ( وااااو ) كثيرا كثيرا ..! 

تساءلت في نفسي أي تقصيرٍ هذا ؟! 
جهد بسيط وتكلفته أبسط .. في مقابل أشخاص متعطشين للسماع والاستزادة وأثر عظيم  ..
أين كنا عن كل هذا  !!
مالذي سنواجه به ربنا ثم رسولنا الكريم إن سألنا عن مافعلنا للإسلام ورسوله ؟
لا وقت لدينا ؟
 أم أن الجهد الذي سنبذله فوق طاقتنا ؟
 أم ليس لدينا علم ؟
لاعذر ولاحجة لنا أبدا ..
بمختلف أعمارنا ومستوياتنا نستطيع المساهمة .. كل في مجاله و وفق تخصصه ..
فمتى سنستيقظ من هذا السبات وننطلق ؟

* مخرج :
هناك في ركن الحملة .. زارتنا أستاذة نيوزلندية من أصول أفريقية بدأت بالتحدث عن الإسلام بإسهاب وسط ذهولنا لتقول بأنها أسلمت حديثا وقرأت القرآن كاملا والسيرة النبوية كاملة !

كانت تتساءل :
 أعجب حين أراكم تتخلفون عن صلاة الفجر ؟ دائما أقول كيف يكون المسلم مسلما إن لم تكن صلاته هي الأولوية في حياته؟!!!!
ثم إني أعجب منكم كيف لاتعرفون كم تبعد مكة عن هنا تحديدا ؟
 هل تدركون جيدا معنى أن بلادكم تحتضن أطهر بقعة في الأرض ؟

حفنا صمت مطبق وأستطعت جيدا أن أرى أعين صديقاتي وقد أغرورقت بالدموع ..!

* همسة : 
الأخوات الصديقات في دفعة ٢١٠ .. 
بعد كل إنجاز أجد نفسي أردد الحمدلله الذي اختارني لأكون بينكن .. فلتدم هممكم العالية ولنستمر لنحيي في هذه الأمة نهضة _بإذن الله _ قلب أسود عريض
رب ارزقنا الإخلاص والعزيمة ()

الأحد، 23 سبتمبر 2012

وطن


وطن قلب أخضر


صباحك .. نهضة .. ياوطن 
كانت هذه تغريدة الصباح

لتفاجأني احداهن : اي نهضة تقصدين ؟ هل ترين ماحولك جيدا ؟ ام انك تعيشين في أبراج عاجية بعيدة عن مانعيش ؟!

- قلت لها: تأكدي ياصديقتي بأني أعني تماما ماأقول نعم صباح وطننا نهضة بإذن الله ثم بجهودنا جميعا أفرادا ومؤسسات ..

- اوووه الم اقل لك بأنك تعيشين في برج عاجيٍ كفي عن المثالية يامريم ! فالفساد مستشرٍ في كل مكان 

- عن اي مثاليه تتحدثين 
كفي عن هذا ياصديقتي !
لاانكر وجود الفساد لكن هذا لايعنني ان نقف متفرجين .. بعض الفساد ان لم يكن كثيرٌ منه صنعناه بأنفسنا إن كنت تلاحظين !

- بأنفسنا ؟

- نعم بأنفسنا ، وبتصرفات نظنها بسيطة .. 
راقبي نظافة الاماكن العامة ..
التزامنا بالأنظمة حتى في أبسط الأمور .. 
التعدي على حقوق الغير ..
قله المساهمة في رفع توعية المجتمع كل في تخصصه والكثير الكثير من الامور !
 هذا يسمى فسادا ايضا ياصديقتي 
أعتقد اننا نمثل الوطن وليس المسؤلين وحدهم من يمثله ولا ؟

- بلا لكننا لانملك التغير !

- اذا كيف نطالب بوطن مثالي ان لم نصنع نحن ! ثم من قال بأننا لانملك التغير! بل جزء منه بأيدينا صدقيني !

- كيف هذا أتحفيني ؟

- ان التزمنا بأخلاقنا الكريمة ..
أخلصنا في أعمالنا ودراستنا نية في رفعة هذا الوطن .. 
ساهمنا في تربية النشأ وغرسنا فيهم حب الالتزام بالانظمة ..
ساهمنا بأنفسنا ببعض من التوعية المجتمعية كلٌ في مجاله ..
ان نمثل بلادنا متى ماتركناها خير تمثيل بدلا من تمني تركها والعيش في غيرها ..
ان تكاتفنا جميعا في حل مشاكلنا دون ذلك التشاؤم والسخرية المتفشيين 
هنالك الكثير من الواجبات ياصديقتي فهل التزامنا بها لنحصل على وطن مثالي ؟

- صدقت لم انتبه لكل هذا وجه متأمل لكن كيف نبدأ ؟

- فلنتزم تدريجيا ببعض ماذكر حتى نستوفيها جميعها .. 

- لم لانبدأ هذا الشهر بالالتزام بالأنظمة :) ؟

- جميل جدا تم ..

انتهى حوارنا وتعاهدنا على ان نلتزم بالانظمة مهما كانت بسيطة .. لاتتعدى مكانك بالصف .. لاترمي القمائم في الاماكن العامة .. لاتسرع والتزم بأنظمة المرور 
بسيطة ؟ صح ؟

ماذا عنكم :) ؟

* اضاءة :

وطنٌ لانحميه لانستحق العيش فيه :') ..